ما وراء الطبيعة

[ما وراء الطبيعة][twocolumns]

قصص رعب

[قصص رعب][twocolumns]

خرافات وأساطير

[خرافات وأساطير][twocolumns]

قصص رعب قصيرة

[قصص رعب قصيرة][twocolumns]

تجارب علميّة مخيفة / مرعبة / غريبة

[تجارب علميّة مخيفة][twocolumns]

المكتبة

[المكتبة][twocolumns]

آخر المواضيع

يمنع نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه

تجربة الاقتراب من الموت - ما وراء الطبيعة


تجربة الاقتراب بعد الموت - قصص حقيقية - بوابة الرعب
ما وراء الطبيعة 

تجربة الاقتراب من الموت 

إنّه بتاريخ 20 أكتوبر 1980 في الضّاحية الباريسيّة عندما خرج السيّد والسيّدة "بيانكي" لتناول طعام العشاء في إحدى المطاعم رفقة بعض أصدقائهم مصطحبين معهما "باسكال" صديق ابنهم الذي توفّي منذ سنوات قليلة.

كان العشاء لذيذا والسهرة ممتعة لدرجة أنّهم لم يشعروا بمرور الوقت... وعندما أحسّوا بالإرهاق قرّروا العودة إلى منازلهم.. فصعد ثلاثتهم السيّارة وانطلق السيّد "بيانكي" بهدوء وتأنّ، حيث كان يخشى الانزلاق لأنّ الطريق لا يزال مبلّلا من شدّة الأمطار التي هطلت لساعات طويلة.. وبينما كانت السيّارة تتقدّم في حذر إذ بالكارثة تحلّ بهم.. لقد صدمتهم سيّارة، قد فقد سائقها السيطرة عليها لفرط ما كان يسرع فانزلقت تحت تأثير المطر ممّا ضاعف في سرعتها واصطدمت بهم.

كان الاصطدام عنيفا جدّا ولكنّ "باسكال" لم يصب، فنزل من السيّارة واتّجه نحو السيّدة "بيانكي" التي وجدها ملقاة على الكرسيّ فاقدة الوعي والدّماء تسيل من رأسها، فأخرجها وبسطها على الأرض بكلّ رفق ثمّ حاول جاهدا إخراج السيّد "بيانكي" لكنّه لم يفلح في ذلك، فقد كان محاطا بكومة من الحديد الذي صنع منه الإطار الخارجيّ للسيّارة.

- كلّ ما جال بخاطري حينها هو أن أخرج من السيّارة، وأن أساعد السيّدان على الخروج في أسرع وقت ممكن.. لقد تمكّنت من إخراج المرأة، ولكن عندما حاولت إخراج السيّد لم أستطع ذلك بسبب الحديد الذي كان يحيط من كلّ جانب.. إنّه حقّا أمر صعب التحمّل خصوصا وأنّي لا أعلم هل هو على قيد الحياة أم لا.

هذا ما قاله "باسكال" لرجال الإنقاذ الذين حلّوا بالمكان بعد دقائق من وقوع الحادث.. فلحسن حظّهم أنّ مركز التدخّل والإنقاذ يوجد على بضع مئات الأمتار من مكان الحادث وقد قام أحد المارّة بإعلامهم به.

السيّدة "بيانكي" تبدو إصابتها بليغة جدّا و"باسكال" مضطرب كثيرا.

لقد نقلت الزوجة على متن سيّارة الإسعاف وفي الطّريق نحو المستشفى خاضت المرأة تجربة خارقة للعادة، إنّها رحلة رائعة.

- كان هناك نور مبهر.. ليس كالنّور الذي تصدره الفوانيس أو وسائل الإضاءة المألوفة.. إنّه ضباب مضيء. لا يمكنني الجزم هل كان يقترب منّي أم أنا التي كنت أقترب منه.. لم أرى أيّ شخص ولا أيّ جسد، وبالرغم من ذلك كنت أشعر بشيء ما بداخلي.. أشعر أنّي خفيفة جدّا وفي حالة جيّدة جدّا جدّا.. لم أعد أشعر بجسمي، لقد كان هذا الإحساس عميقا في نفسي. حقيقة لا يمكنني وصف ما شعرت به بالتدقيق. حقيقة أريدكم أن تتخيّلوا ما عايشته ولكنّي أعجز عن وصف ما حدث. صراحة آسفة على عدم تقاسم هذه اللّحظات معكم.
هكذا صرّحت السيّدة "بيانكي" عندما استعادت وعيها واستطردت قائلة :
- لقد استعدت الوعي في بهو المستشفى عندما كان الممرّضون ينقلونني إلى غرفة العمليّات. كلّ ما كنت أفكّر فيه حينها هو ذاك الإحساس الذي تملّكني والذي لم أفسّره ولم أرغب في ذلك قطّ. إنّه أمر غامض، أمر خاصّ جدّا.. لم أرد الخوض فيه ولم أحدّث به أحدا لأنّي لا أرغب أن يعاملني الآخرون كمجنونة ولكن ما عاشه زوجي جعلني أقرّر التكلّم.

بينما كانت المرأة تنقل إلى المستشفى كان رجال الإنقاذ يصارعون الحديد لإخراج السيّد "بيانكي" الذي كان بدوره يعيش لحظات فريدة جدّا. لم يكن يشعر بأيّ ألم، كلّ ما يشعر به هو أنّه خفيف جدّا وفي حالة جيّدة جدّا. إنّه يشعر بارتياح. يحسّ أنّه يطير في نفق مضيء  وأنّ الضوء يجذبه كلّما تقدّم، وقد صرّح بذلك في حوار مع زوجته :
- لا أتذكّر عمليّا أيّ شيء يدور حولي، لقد كنت فاقدا الوعي ولكن في هذه الأثناء كنت أشعر براحة كبيرة جدّا، كنت أشعر وكأنّي أطير فوق هذا العالم.. لقد كنت داخل نفق.. إنّه شعور مشابه للسّقوط باستعمال المظلاّت.. لقد كان نورا كثيفا يحيط بي من كلّ جانب.. كنت أشعر أنّي في حالة جيّدة جدّا جدّا.. كنت أعتقد أنّ في الطرف الآخر من النّفق سأشاهد ابني الذي فقدته منذ سنوات قليلة.. كنت أشعر أنّي متّجه نحوه.. بكلّ صراحة لم أشعر أنّي كنت أحلم فقد كان الإحساس صادقا وعميقا.. لا يمكنني حقّا تفسير ما حدث.

ما يزيد الأمر غرابة هو أنّ هذا الإحساس لم يقتصر على الزوّجين فقط، حيث أنّ شهادة العديد من الذين عايشوا نفس اللّحظات على عتبة الموت، كانت متطابقة تماما مع ما صرّحا به، ممّا دفع بالأطبّاء والباحثين للاهتمام بهذه المسألة، وفي هذا الإطار صرّحت السيّدة "سارة" الباحثة في الأنتروبولوجيا قائلة :
- ما يمكن تأكيده أنّهم عايشوا لحظة الانفصام عن الجسد.. المرور بالنفق.. الوجود المكثّف للنّور.. والرّاحة النّفسيّة الكبيرة.. كلّ هذه التّفاصيل تجدها متواترة عندهم جميعا.

كيف يمكن تفسير هذه التّجارب المتشابهة؟
هل هي مجرّد هلوسات نتيجة تحوّلات كيميائيّة للدّماغ، أم هو سفر حقيقيّ إلى ما فوق الطبيعة؟

خضع السيّد "بيانكي" للعديد من العمليّات الجراحيّة نظرا لأنّ الكسور التّي لحقت به معقّدة ومتعدّدة.. ممّا أضطرّه للمكوث في المستشفى لعدّة أشهر.. وكانت زوجته تواظب على زيارته للاطمئنان عليه والرّفع من معنويّاته. وذات يوم أثناء زيارتها له رفقة أحد الأصدقاء وجدته مكتئبا نظرا لكون الأطبّاء أعلموه أنّه سيخضع من جديد لعمليّة جراحيّة فحاولت إقناعه بضرورة التحلّي بالصّبر والأمل، لكنّه فاجأها حين قال لها :
- تمنّيت لو بقيت في النّفق.
- عن أيّ نفق تتكلّم عزيزي؟
- لقد كنت أشعر بعيد الحادث أنّي في نفق منير، لقد كنت أشعر براحة كبيرة.
- أحقّا ما تقول؟ ألم أكن الوحيدة التّي عايشت تلك اللّحظات؟
- هل خضت نفس التجربة عزيزتي؟
- نعم، نعم، لم أرغب التحدّث في الأمر كي لا أنعت بالجنون.
- كلاّ يا عزيزتي لست مجنونة، فكلانا عاش تجربة رائعة.

منذ ذلك اليوم قرّر الطّرفان التحدّث في الأمر دون تردّد ولا خوف، وقد علموا فيما بعد، أنّهما ليسا الوحيدان اللّذان عاشا تلك اللّحظات السّاحرة، بل هناك الكثير ممّن شاركاهما نفس التجربة الغامضة.

عزيزي القارئ، اترك تعليقا في الأسفل وشاركنا برأيك


هناك تعليق واحد: