ما وراء الطبيعة

[ما وراء الطبيعة][twocolumns]

قصص رعب

[قصص رعب][twocolumns]

خرافات وأساطير

[خرافات وأساطير][twocolumns]

قصص رعب قصيرة

[قصص رعب قصيرة][twocolumns]

تجارب علميّة مخيفة / مرعبة / غريبة

[تجارب علميّة مخيفة][twocolumns]

المكتبة

[المكتبة][twocolumns]

آخر المواضيع

يمنع نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه

هدية عيد الميلاد الجزء 2 - قصص رعب


هدية عيد الميلاد الجزء 2 - قصص رعب - بوابة الرعب
قصص رعب 

هديّة عيد الميلاد - الجزء 2

عندما جاءت الأمّ صباحا لتوقظها كي تستعدّ للذّهاب إلى المدرسة، حاولت صوفي أن تشرح لوالدتها ما حدث لها خلال تلك اللّيلة، لكنّ الأمّ أصرّت وحاولت بكلّ الطّرق إقناعها بأنّ كلّ ما زعمت أنّه حدث لا يتخطّى كونه كابوسا أو أضغاث أحلام.

كان التّعب الواضح على صوفي من جرّاء قلّة النّوم، ورغبتها القويّة في عدم تصديق ما عاشته تلك اللّيلة، قد ساهما ولو لفترة وجيزة في إقناعها بكلام أمّها..

- نعم كابوس.. يجب أن يكون كابوسا، ولا يمكن أن يكون سواه.. هذا هو كلّ شيء..


***

بالطّبع، لم يكن الأمر كذلك.. فصوفي متأكّدة تماما من إحساسها.. متأكّدة من الأحداث التي عاشتها، ومن الأصوات التي سمعتها تلك اللّيلة.. وقد توسّلت إلى والدتها كثيرا لكي ترمي بتلك الدّمية في القمامة، لكنّ أمّها أخبرتها أنّ الدّمية هديّة، وأنّ الهديّة لا ترمى في أيّ حال من الأحوال!.

في المساء، قبل الصعود إلى غرفتها، قرّرت صوفي إلقاء نظرة على الطّرد.. إنّه لا يزال في مكانه كما وضعته بالأمس.. قامت بفتحه وألقت نظرة أخرى داخله فتأكّدت من وجود تلك الدمية فيه.

- كلّ شيء على ما يرام.

قالتها صوفي بعد أن أعادت الطّرد إلى مكانه وقامت بغلق باب الخزانة، ليغلق معه باب للشّكّ كان يؤرّقها، ويفتح باب للطّمأنينة هي بأمسّ الحاجة لها أكثر من أيّ وقت مضى.

صعدت إلى غرفتها واستلقت على السّرير، وحاولت مقاومة النّوم الّذي أثقل جفونها، لكن شدّة تعبها حال بينها وبين ذلك.. فاستسلمت لنوم عميق.

مرّت ساعتان أو ثلاث، وإذا بها تستيقظ على نفس الصّوت الّذي ألفته بالأمس.. وها هو الذّعر ينبت مرّة أخرى في قلبها من جديد..

تساءلت صوفي بينها وبين نفسها إذا ما كانت تحلم، إذا ما كان خيالها هو الذي بصدد ممارسة بعض من حيله عليها، وإذا ما كان ذلك الصّوت الذي سمعته منذ قليل، وهم نسجه عقلها الباطنيّ الذي لا يزال متأثّرا بتجربة الأمس.. 

فجأة! تبخّرت كلّ تساؤلاتها حين سمعت من يقول :

- صووووووفي.. لقد وصلت الآن إلى الدرجة الرّابعة من الدّرج!

الآن.. لم يعد هناك مجال للشكّ، صوفي لم تكن تحلم! ولم تكن الأصوات التي سمعتها مجرّد تخيّلات أو أوهام. إنّها الحقيقة التي جعلتها تغرق في دموعها من شدّة الخوف، وجعلتها كاللّيلة الفارطة مستيقظة حتّى الصّباح. 


***

في اليوم التّالي، وفي ساحة المدرسة، قصّت صوفي على أصدقائها كلّ الأحداث الّتي عاشتها في اللّيلتين السّابقتين، وكما كان متوقّعا فقد سخر منها كلّ أصدقائها، منهم من اتّهمها بالخوف والجبن، ومنهم من اتّهمها بالكذب والخداع، ومنهم من فضّل الصّمت والاكتفاء بابتسامة ماكرة كانت أبلغ من كلّ اتّهامات الآخرين..

رغم كلّ هذا، ورغم وجودها بينهم، لم تكن صوفي تصغي لكلامهم، ولم تحرّك ساكنا تجاه ردود أفعالهم.. فحواسّها لم تكن معهم، وبالها كان مشغولا بأمر واحد

- إذا كانت الدّمية تحتاج لليلة واحدة فقط كي تتسلّق ثلاث درجات، فهذا يعني أنّها لن تحتاج سوى لليلة أخرى حتّى تتمكّن من الوصول إلى قمّة الدّرج!.


***

عندما أسدل اللّيل ستاره، وحان موعد نومها، قرّرت صوفي ولأوّل مرّة منذ ولادتها غلق باب غرفتها.. آملة أن تسمح لها والدتها بترك نور الغرفة مفتوحا، واغتنمت فرصة وجودها معها في ذلك الوقت كعادتها، وطلبت منها ذلك . . إلاّ أنّ الأمّ رفضت بشدّة متعلّلة بأنّ نور المصباح الّذي في الغرفة أقوى من الّذي في الممرّ.. وبالتّالي سيمنعها حتما من النّوم.

أومأت صوفي برأسها معبّرة عن استسلامها وقبولها النّوم دون إضاءة والباب مغلق.. لكن بمجرّد أن خرجت أمّها من الغرفة، أسرعت نحو النّافذة وسحبت ستارتها السّميكة إلى اليمين قليلا، كي تسمح لنور القمر الخافت بالدّخول إلى غرفتها ليكسر الظّلام، وليكون أنيسا لها في وحدتها الموحشة.

استمرّت عقارب السّاعة في عملها دون كلل أو ملل، ولم تعد صوفي تدري كم مضى من الوقت وعيناها لم يغلبهما النّعاس بعد.. بدأ يساورها بعض القلق والشّكّ.. فشعورها هذه اللّيلة يختلف يقينا عمّا كان بالأمس.. هل كانت صائبة حقّا في اتّخاذها قرار غلق الباب والنّوم في الظّلام؟..

- صووووووفي.. لقد وصلت أخيرا إلى نهاية الدّرج!

لم يكن قرارها صائبا.. هذا ما استنتجته صوفي بعد سماعها لهذا الصّوت، لقد كان واضحا وقريبا هذه المرّة، تلاه صوت تحريك مقبض الباب.. لم تكن متأكّدة تماما.. لكن بدا لها وكأنّ باب غرفتها يفتح ببطء شديد..


***

جاء الصّباح وكانت الفاجعة، فقد وجدت صوفي جثّة هامدة أسفل الدّرج وبجانبها الدّمية القديمة، وخلصت والدتها إلى أنّ ابنتها قد استيقظت أثناء اللّيل للذّهاب إلى الحمّام، فتعثّرت وسقطت من أعلى الدّرج فتكسّرت رقبتها وفقدت الحياة.

دفنت صوفي والدّمية القديمة معا في قبر واحد..

- ..وإن ما هوّن عليّ ألم فراقها وخفّف من حدّته، أنّني قمت بدفن دميتها معها.. فقد كانت تحبّها كثيرا.. وها هما الآن معا في مكان واحد.. وسيظلاّن معا.. ولن يفترقا إلى الأبد!.

كانت هذه نهاية الخطبة التّأبينيّة الّتي ألقتها الأمّ أمام جموع الحاضرين الّذين لم يجدوا الكلمات المناسبة الّتي تمكّنهم من وصف تلك المأساة الّتي حدثت، واكتفوا بذرف الدّموع ووضع الورود على قبرها.



عزيزي القارئ، اترك تعليقا في الأسفل وشاركنا برأيك



هناك 4 تعليقات:

  1. يا له من ماساة لقد خفة

    ردحذف
    الردود
    1. لا تخف إنها قصة خيالية فقط. مثل الأفلام التي نشاهدها ليس لها علاقة بالواقع. كن شجاعا

      حذف
    2. الآن وقد تشجعت يجب عليك ان تصلح بعض الأخطاء التي كتبتها في تعليقك وانا اعرف انك تعرف كيف تكتبها صحيحة ولكن الخوف هو الذي جعلك ترتكب تلك الأخطاء
      نكتب هكذا
      يا لها من مأساة، لقد خفت

      حذف
  2. مخيف جدا

    ردحذف