ما وراء الطبيعة

[ما وراء الطبيعة][twocolumns]

قصص رعب

[قصص رعب][twocolumns]

خرافات وأساطير

[خرافات وأساطير][twocolumns]

قصص رعب قصيرة

[قصص رعب قصيرة][twocolumns]

تجارب علميّة مخيفة / مرعبة / غريبة

[تجارب علميّة مخيفة][twocolumns]

المكتبة

[المكتبة][twocolumns]

آخر المواضيع

يمنع نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه

هدية عيد الميلاد الجزء 1 - قصص رعب



هدية عيد الميلاد الجزء 1 - قصص رعب - بوابة الرعب

قصص رعب 

هديّة عيد الميلاد - الجزء 1

صوفي فتاة صغيرة مثل قريناتها من الفتيات.. في صباح يوم عيد ميلادها، أيقظتها أمّها وهي تحمل في يديها طردا تسلّمته للتوّ من ساعي البريد مكتوب عليه "إلى العزيزة صوفي".

جلست الأمّ بجوار ابنتها على السّرير، وهمست وهي ترسم قبلة على جبينها :

- لابدّ أن تكون هديّة من أحد أقاربنا أو أصدقائنا بمناسبة عيد ميلادك يا صغيرتي.

ثمّ نظرت في وجهها وأردفت قائلة :

- كلّ عام وأنت بخير يا حبيبتي.

ارتسمت بسمة دلع على شفتي صوفي وقالت بدلال :

- وأنت بخير يا ماما.

وانتفضت جالسة وأخذت الطّرد من أمّها متسائلة :

- ألا يوجد اسم المُرسِل؟

لم تنتظر إجابة من أمّها.. وأخذت تقلّب الطّرد في كلّ الاتّجاهات دون جدوى؛ وبكلّ شغف، بدأت في تمزيق ورق التغليف ومن ثمّ فتحت الطّرد.

***

دوّت في الغرفة صرخة شديدة أطلقتها صوفي عندما وقعت عيناها على تلك الهديّة التي كانت في الطّرد. إنّها دمية قديمة! الدّمية الأكثر فظاعة والأكثر إثارة للاشمئزاز التي رأتها صوفي طوال حياتها!

كانت الدّمية عبارة عن طفلة صغيرة تلبس قبّعة حمراء، وفستانا أحمرا في لون شعرها الطويل.. لون بشرتها رماديّ يشوبه بعض البقع الدّاكنة، وحول عينيها هالتين من السواد تغطّيان حاجبيها ويجعلان من وجهها بشعا بما فيه الكفاية. لكنّ الأسوأ من كلّ ذلك هما شفتاها السوداويّتان، وفمها المغلق المخيط بخيط سميك أسود زاد المنظر بشاعة وفظاعة.

لم تبقى صوفي طويلا دون ردّة فعل، بل ألقت بهذه الدمية القبيحة في الزّاوية اليسرى من الغرفة، وارتمت في أحضان أمّها.

- ما هذا الشيء المخيف يا ماما.

قالتها صوفي بصوت مرتعش.



فأجابتها أمّها بتشنّج وهي تمسك بكتفيْ صوفي بعدما قامت بإبعادها عنها قليلا : 

- لماذا قمت برميها يا صوفي؟

ثمّ وقفت واتّجهت نحو الدّمية الملقاة على الأرض قائلة :

- إنّ الشّخص الذي أرسل إليك هذه الهديّة، أكيد أنّه تعب كثيرا، وأضاع من وقته الكثير، وربّما من ماله أيضا حتّى استطاع أن يعثر على دمية قيّمة كهذه.

التقطت الأمّ الدّمية وعادت بها حيث السّرير الذي ما زالت تجلس عليه صوفي، وفتحت ذلك الطّرد لتضعها فيه وهي تقول :

- يجب علينا دائما أن نثمّن جهود الآخرين، وألاّ نحتقرها، وأن نكون مقرّين لهم بالجميل.

أرادت صوفي أن تحتجّ، أن تبدي رأيها في كلام أمّها، أن تعبّر لها عن مدى خوفها واشمئزازها من تلك الدّمية وكيف أنّها لم تعد تطيق رؤيتها مجدّدا، لكنّ الأمّ لم تعطها فرصة الكلام والتّعبير، وأجبرتها على الاحتفاظ بتلك الهدية. فما كان على صوفي إلاّ الرّضوخ مجبرة لأوامر أمّها.

***

بعد خروج الأمّ من الغرفة وهي تغمغم بكلام كثير لا يمكن لأيّ أذن أن تلتقط منه شيئا، حملت صوفي الطّرد ونزلت إلى الطّابق السفليّ من المنزل ووضعته في خزانة تحت الدّرج، وحرصت على إخفائه وراء كومة من العلب المعدّة لتخزين الأحذية.

- إنّ وجودك في هذا المكان، يجعلني غير مضطرّة لاحتمال رؤية وجهك البشع، أيّتها الدّمية اللّعينة.

قالتها صوفي بصوت خافت ممزوج بابتسامة ماكرة بعدما شعرت ببعض الارتياح لما قامت به.

هذا الإحساس بالارتياح، مكّنها على الأقل من الاستمتاع بقيّة اليوم بحفلة عيد ميلادها المصحوبة بالكعكة التقليديّة والهدايا اللّطيفة.

***



في تلك الليلة، استيقظت صوفي فجأة من نومها على صوت غريب قادم من الطّابق السفليّ للمنزل. كما لو أنّ هناك من يسحب شيئا ما على الأرضية.

لم تغادر صوفي سريرها، وبقيت مستلقية خائفة، واختلط ذلك الصّوت الغريب بصوت دقّات قلبها وبأنفاسها الّتي أصبحت تدخل وتخرج ببطء قاتل.. ظلّت منتبهة مركّزة ذهنها وحاسّة سمعها - ما استطاعت - تحاول معرفة كنه ذلك الصّوت الغامض الّذي دام خمس دقائق كاملة..

لكنّ الصّوت تغيّر الآن، بدا وكأنّه خطوات خفيفة وسريعة..

تمكّن الخوف من السّيطرة على صوفي، وازدادت سرعة نبضات قلبها، وبدأ جسدها يرتجف، ولم تستطع مغادرة سريرها وتسمّرت فيه..

منذ صغرها، كانت تنام وباب غرفتها مفتوح، حتّى تكسر ظلام غرفتها الدّامس بنور مصباح الممرّ الخافت الّذي كان يستخدم كمصباح ليليّ، فصوفي، مثل العديد من الأطفال الّذين هم في سنّها، كانت تخاف الظّلام.

حينها سمعت أحدهم يهمس، بصوت بالكاد يسمع، صوت منخفض وأجشّ :

- صوفي.. صوفي .. لقد وصلت الآن إلى الدرجة الأولى من الدّرج!

***

كانت هذه الجملة كفيلة بجعل صوفي تصرخ وتستنجد بوالدتها، لكنّها لم تفعل.. ربّما شدّة خوفها شلّ من حركتها وأغلق فاها.. أو ربّما لم تستوعب المسكينة بعد الكلام الّذي سمعته، خاصّة وأنّه لم يتكرّر مرّة ثانية، بل حتّى صوت تلك الخطوات الخفيفة تلاشى شيئا فشيئا إلى أن اختفى، وكأنّ صاحبه قرّر الرّحيل، أو العودة إلى المكان الّذي جاء منه.

اختفت الأصوات.. وخيّم السّكون على المكان.. ورحل كلّ ما كان يسبّب الخوف لصوفي.. لكنّ الخوف لم يرحل، وأبى إلاّ البقاء داخلها فلم تستطع النّوم ليلتها، وظلّت متجمّدة في سريرها، وعيناها مفتوحتان لم تغلقهما حتّى طلوع الفجر.



عزيزي القارئ، اترك تعليقا في الأسفل وشاركنا برأيك



ليست هناك تعليقات: