ما وراء الطبيعة

[ما وراء الطبيعة][twocolumns]

قصص رعب

[قصص رعب][twocolumns]

خرافات وأساطير

[خرافات وأساطير][twocolumns]

قصص رعب قصيرة

[قصص رعب قصيرة][twocolumns]

تجارب علميّة مخيفة / مرعبة / غريبة

[تجارب علميّة مخيفة][twocolumns]

المكتبة

[المكتبة][twocolumns]

آخر المواضيع

يمنع نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه

البيت الذي ينزف دما الجزء 2 - ما وراء الطبيعة


البيت الذي ينزف دما الجزء 2 - قصص حقيقية - بوابة الرعب
ما وراء الطبيعة

البيت الذي ينزف دما الجزء 2

أخذ الشرطيّان يتفحّصان الطابق السفليّ بدقّة، ويسجّلان بعض الملاحظات من حين لآخر، إلى أن سمعا صوت ضجيج في الطابق العلويّ.. أسرع الجميع لاستجلاء الأمر ما عدى العميد "قاي" الذّي اتّجه إلي بيت الجيران علّه يجد عندهم ما يفكّ به شفرة هذا اللّغز المحيّر.

تحرّى العميد "قاي" جيّدا وسأل الجيران إن كانوا قد لاحظوا ما يثير الانتباه أو يدعو للشكّ، فكانت إجابة الجميع واحدة :

- كلّ شيء على ما يرام.

حينها تأكّد بما لا يدع مجالا للشكّ، أنّ الغموض يحوم حول بيت الزوجين لا غير. فازدادت حيرته وتساءل :

- ترى ما الذي يحدث في هذا البيت؟ من أين تظهر هذه البقع؟ ما هو مصدر الأصوات التي يسمعها الزوجان والتي كان قد سمعها للتوّ هو أيضا رفقة مساعده؟.

عاد العميد إلى منزل "جون مارك" فاستقبله مساعده بوجه تظهر عليه علامات الحيرة والغموض، ففهم أنّه لم يجد في الطابق العلويّ ما يحلّ اللّغز ويبيد الخوف والتّساؤل. وقبل أن يغادرا الشرطيّان البيت متّجهين إلى مركز عملهما، تعهّدا بأنّهما سيبذلان قصارى جهديهما لفكّ شفرات هذا اللّغز المريب.

قضّى الزّوجان ليلتهما في خوف وشكّ وحيرة، إلى أن حلّ موعد عمل "جون مارك" الذي استعدّ كعادته وهمّ بالخروج بينما كانت "لوسي" تراقبه بعين يشعّ منها الرعب ثمّ قالت له بصوت مرتعش بالكاد يفهم:

- أرجوك لا تذهب، لا تتركني وحيدة.

- هذا غير ممكن يا عزيزتي، يجب أن أذهب إلى العمل.

- يا إلهي، إنّي خائفة.

- لا عليك حبيبتي، إن لاحظت أيّ حركة غريبة فاتصلي فورا بالشرطة.

طبع الزّوج قبلة على جبين زوجته، وغادر البيت قاصدا عمله.. تركها بمفردها تسبح في بحار الخوف والرعب.. كان يتمنّى لو بقي معها، لكنّه كان مجبرا.. فهو لا يمكنه التغيّب عن العمل ولو ليوم واحد، فعليه بقيّة أقساط البيت يجب أن تسدّد في أوقاتها.

ما إن خرج زوجها من البيت، حتّى دخلت "لوسي" غرفتها، وأغلقت الباب وجذبت كلّ ما تستطيع تحريكه من أثاث لتضعه وراءه، ثمّ أشعلت الفانوس، واندسّت في فراشها، وأخذت تراقب من تحت الغطاء أركان الغرفة بكلّ انتباه، إلى أن غلبها النوم بعد ساعات من الإنهاك العصبي.

لم يدم نومها طويلا، إذ سرعان ما أيقظها صوت نباح كلبها الآتي من الممرّ.. تحاملت "لوسي" على نفسها وقامت من الفراش متّجهة نحو الباب بخطى متثاقلة، وما إن أزاحت الأثاث حتّى ظهرت لها بقع الدّم من جديد، فارتعبت وصاحت مذعورة وتملّكتها هستيريا من الفزع والصراخ.. في تلك الأثناء رنّ هاتف البيت، فأسرعت ورفعت السمّاعة.. كانت والدتها هي التي اتصلت تسأل عن أحوالها.. أرادت "لوسي" أن تخبرها بما حصل لها، لكنّها لم تستطع الكلام وواصلت البكاء.. ولحسن حظّها كانت والدتها تقطن قريبة منها، فلم تمرّ إلاّ دقائق معدودة حتّى كانت الأمّ في بيت ابنتها تستمع لما حدث لها، حينها قرّرت اصطحاب "لوسي" معها إلى بيتها حتّى تهدأ قليلا وتهدّئ من روعها.

في المساء عادت "لوسي" لتُعدّ العشاء لزوجها، فاسترعى انتباهها باب القبو مفتوحا. تعجّبت كثيرا لأنّها ألِفته مغلقا لا يدنو منه أحد.. لكنّها اندفعت نحوه وكأنّ هناك من يدفعها لذلك دفعا، واجتازت الباب وأخذت تنزل في الدّرج، وعندما وصلت إلى المنتصف، شعرت بأنّ الباب أخذ يُغلق ببطء، فعادت أدراجها من حيث أتت وخرجت من القبو مسرعة مذعورة.. والغريب في قصّة القبو هذه أنّها لا تحصل إلاّ معها، فعندما علمت أمّها وأختها بالأمر، حاولتا النزول إلى القبو فلم يُغلق الباب وراءهما، لكن كلّما حاولت "لوسي" النزول يحصل لها ما حصل لها أوّل مرّة.

شاع خبر البيت الغريب في الحيّ بسرعة فائقة، إلى أن وصل إلى الصحافة، فأصبح البيت مزارا للعديد من الجيران المتطفّلين ومن الصّحفيين الذين لا يريدون إلاّ الفوز بسبق صحفيّ، ممّا زاد في تعقيد حياة الزوجين البائسين.. 

كما أذاعت القنوات التلفزيّة والبرامج الإذاعيّة خبر البيت المخيف بكثير من التزييف والتهويل والتحريف.. وأمام هذه الهالة الإعلاميّة، والتطفّل المتزايد للجيران، ومع الضّغط النفسيّ الذي يعيشانه، اقتنع الشّريكان أنّ هناك من يريد بهما سوء، وقاما بإبلاغ الشرطة بذلك.. حينها قرّر العميد أن يفرش أرضيّة البيت طحينة، وطلب من الزوجين أن يبيتا ليلتهما خارجا، على أن يلتقيا به في الغد على السّاعة الثّامنة والنّصف صباحا.

في الموعد المحدّد.. كان الجميع أمام الباب.. قام العميد بفتحه ودخل أوّلا يلحقه مساعده.. لم يلحظا أي آثار أقدام، لكنّهما وجدا بقع الدّم منتشرة كعادتها.. أخذ الشرطيّان عيّنة منه وقدّموها للفحص والتحليل.. وبعد مدّة جاءهم الخبر الصاعق : إنّ عيّنات الدّم بشريّة دون شكّ.

أمام هذا الغموض المتزايد، اقترح العميد "قاي" على "جون مارك" اصطحاب وسيط روحانيّ، علّه ينجح في حلّ هذا اللّغز اللّعين. فوافق هذا الأخير على الفور، وبقي ينتظر حلول العميد رفقة الوسيط المنشود.. جاء الرجلان ودخلا البيت بعد أن استأذنا الحاضرين، وشرع الوسيط في تفحّص أرجاء المنزل بدقّة وتركيز بالِغَيْن ثم توقّف فجأة وقال :

- إنّ ما يحدث في هذا البيت مركزه الأساسيّ القبو، لذا وجبت معاينته.

ما أن أتمّ الرّجل كلامه حتّى اندفع الجميع نحو القبو، وتجمّعوا حول الوسيط الذي أخذ يتمتم بكلام غير مفهوم ثمّ قال بلهجة الواثق :

- لقد دُفنت في هذا القبو عظام رجل مقتول. لذا يجب إخراجها ودفنها في المقبرة بعد تطهيرها.

أخذ "جون مارك" يحفر أرضيّة القبو يساعده في ذلك المساعد "بيار" ولكن دون جدوى، فلا وجود لأثر عظام أو رفات أو ما شابه ذلك.. وبينما كان الجميع يتابع عمليّة الحفر بانتباه، شعر العميد "قاي" بقبضة يد حول ساعده كأنّ هناك من يريد جلب انتباهه.. ولمّا التفت لم يجد أحدا.. فأخبر الوسيط الرّوحانيّ بما حصل له، فارتبك هذا الأخير، وظهرت عليه علامات الاضطراب، وتحجّج ببعض الشؤون، وغادر البيت وغادرت معه آخر أماني الزوجان في التخلّص من هذا الكابوس المخيف.

مرّ أسبوع، فاثنان، فثلاثة، والأمر يزداد تعقيدا ورعبا.. إلى أن قرّر الزوجان ترك البيت ومغادرته دون رجعة.. ليبقى مهجورا إلى يومنا هذا.. ويبقى الغموض قائما حوله.. حول البيت الذي ينزف دما.



عزيزي القارئ، اترك تعليقا في الأسفل وشاركنا برأيك


هناك تعليقان (2):