ما وراء الطبيعة

[ما وراء الطبيعة][twocolumns]

قصص رعب

[قصص رعب][twocolumns]

خرافات وأساطير

[خرافات وأساطير][twocolumns]

قصص رعب قصيرة

[قصص رعب قصيرة][twocolumns]

تجارب علميّة مخيفة / مرعبة / غريبة

[تجارب علميّة مخيفة][twocolumns]

المكتبة

[المكتبة][twocolumns]

آخر المواضيع

يمنع نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه

التسجيل الغريب الجزء 2 - قصص رعب


التسجيل الغريب الجزء 2 - قصص رعب - بوابة الرعب

قصص رعب 

التسجيل الغريب - الجزء 2


تحديث 14:49
التحديث كان عن طريق الهاتف المحمول..

انتهى "مستر رونالد" من مشاهدة الأشرطة، ولم يفلح تحذيري له من تقليص دهشته أو ذعره ممّا شاهده.. فقد بات مرعوبا تماما.. ومن المفترض أن يتسلّم "جيريمي" عمله على الساعة 16:00 مساء، يعني أمامنا قرابة الساعة من الزمن كي نتخذ قرارا بشأنه.. ولا ندري حقيقة ماذا سنقول له..

هل هو مجرّد شخص سخيف يهوى سرقة زيت المحرّكات وإخافة الناس؟.. أم أنّ هناك شيء آخر لم نتوصّل إليه بعد؟.. قد يبدو ما أفكّر فيه ضرب من الجنون، ولكن ألا يمكن أن تكون لـ"جيريمي" علاقة بالحلقة الزمنيّة؟.. لقد أخبرني "مستر رونالد" أنّه لم يشاهد "جيريمي" في أيّ من الأشرطة الأخرى، وطريقة ظهوره لي في الشريط الأوّل جعلتني أعتقد أنّه كان يعلم بأنّني سأراقبه ليلتها، فأراد أن يريني قدرته.. فابتسامته كانت ابتسامة المستهزئ أو المفتخر بما يفعله.. أو.. لا أدري.. قد أبدو مجنونا، لكن لديّ إحساس بأنّ ما أفكر فيه قريب ولو بجزء ضئيل من الحقيقة..

عليّ التحدّث مرّة أخرى مع "مستر رونالد".. يجب علينا أن نهدأ لنجد حلاّ أو نتوصّل إلى طريقة ما نتعامل بها مع هذه الوضعيّة التي نحن فيها.. على كلّ حال سأوافيكم بالجديد، ولا أخفيكم سرّا فأنا أشعر بالقلق من أحداث الساعات القادمة.

تحديث 16:33
"جيريمي" لم يأتي بعد، وقد حاولت أن اتّصل به، لكنّ هاتفه كان مغلقا.. لذلك قمنا باستدعاء الشرطة. 

تحديث 17:33
"جيريمي" لم يأتي بعد، وقد حاولت أن أتّصل به، لكنّ هاتفه كان مغلقا.. لذلك قمنا باستدعاء الشرطة.

تحديث 18:33
"جيريمي" لم يأتي بعد، وقد حاولت أن اتّصل به، لكنّ هاتفه كان مغلقا.. لذلك قمنا باستدعاء الشرطة. 

 تحديث 19:33
"جيريمي" لم يأتي بعد، وقد حاولت أن اتّصل به، لكنّ هاتفه كان مغلقا.. لذلك قمنا باستدعاء الشرطة. 

تحديث 20:33
"جيريمي" لم يأتي بعد، وقد حاولت أن اتّصل به، لكنّ هاتفه كان مغلقا.. لذلك قمنا باستدعاء الشرطة. 

تحديث 20:58
اللّعنة، هذا غير معقول!! لقد عدت إلى المنزل ورأيت تحديثاتي السابقة.. لم أعد أفهم شيئا!، لقد غاب المنطق تماما!.. كلّ ما يحدث غير منطقيّ بالمرّة!.. وما أستطيع أن أقوله هو أنّني ذهبت إلى العمل وانتظرنا قدوم "جيريمي" لكنّه لم يأتي.. فقمنا باستدعاء الشرطة، كما علمتم طبعا.. وعندما أخذت هاتفي لأتكلّم غربت الشمس.. صدقوني لست أمزح، في لحظة اختفت الشمس من السماء.. على الأقلّ هذا ما أظنّ أنّه حصل.. لكنّني على ما يبدو كنت فاقدا للوعي خمس ساعات كاملة، فأنا أذكر أنّني نظرت إلى الساعة وكانت تشير إلى 21:33.. أظنّني كنت عالقا في الحلقة الزمنيّة الخاصّة بـ"جيريمي"، وتمكّنت من الخروج منها بالضبط عندما فقدت الوعي..

أ ترون ما يحدث منطقيا؟! ولو كنتم ترونه عكس ذلك كما أراه، فاعموا أنّها البداية فقط..
لقد كان "مستر رونالد" بجانبي عندما فقدت الوعي، وعندما استعدته وجدت هاتفي في يدي، لكنّه لم يكن يعمل، ووجدت "مستر رونالد" متجمّدا في مكانه لا يتحرّك.. وعقارب ساعة الحائط متوقّفة لا تتحرّك، وساعة الحاسوب تشير إلى 21:33 ولا تتغيّر.. وهناك أحد الزبائن واقفا كالصنم ينتظر من "مستر رونالد" أن يسلّمه علبة سجائر التي أظنّ أنّه اشتراها خمس مرّات هذا اليوم. 

بعد هذا المشهد الغريب خرجت مسرعا من المحطّة، لم أطفئ النور ولم أغلق الباب.. واعذروني إن لم أفكّر في إخراج تسجيلات الكاميرات معي لأقوم بنشرها على الفايسبوك أو اليوتيوب، فبصراحة هذا آخر شيء كان سيخطر ببالي وأنا في تلك الحالة من الذهول..

كانت المحطّة تقع على طريق تكون شبه مزدحمة عادة، وكانت السيارات متوقّفة على طول الطريق، في الحقيقة لم تكنّ متوقّفة بل كانت متجمّدة، والناس داخلها كانوا مثل تماثيل الشمع لا تحرّك ساكنا.. ركبت سيارتي وأنا أدعو الله أن تشتغل، ومن حسن حظّي اشتغلت.

في منتصف الطريق إلى المنزل، عاد الزمن إلى حالته الطبيعيّة، فالراديو عاد يشتغل كما ينبغي له أن يشتغل، وببرامجه المعهودة في ذلك الوقت.. لكن ما لفت انتباهي وجعلني اندهش أنّني لم أسمع من الإعلاميين من تكلّم عن هذا الحدث، وكأنّ أحدا لم يشعر بما حصل إلاّ أنا.... و"جيريمي" طبعا..
إنّني الآن في منزلي اختبأ في غرفتي.. لا أعلم أين "جيريمي" وماذا يفعل الآن.. ما أعرفه أنّني غدا صباحا سأخبر الشرطة.. ولا أدري إن كنت قد التقيت بهم من قبل، إن كانوا قد أخذوا كلامي على محمل الجدّ، إن كانوا قد صدّقوني أم لا؟.. هل تريدون أن تعرفوا شعوري في هذه اللحظة؟.. باختصار أشعر بمزيج من القلق والخوف.. سأعلمكم بالجديد غدا.. إن استطعت.

***

آخر تحديث 22:33
أخيرا استطعت أن أنام ليلة البارحة بعدما ظننت أنّني لن أنام أبدا.. نمت على الساعة 04:00 تقريبا، لا أدري كيف تمكّنت من ذلك.. ولكنّي أعتقد أنّ التعب والإرهاق فرضا على جفوني كلمتهما الأخيرة. اليوم استيقظت على اتصال هاتفي من "مستر رونالد"، لقد استفاق البارحة من الحالة التي كان عليها عندما عاد الزمن إلى حالته الطبيعيّة، وقام بإخبار الشرطة.. وبعد حضورها وسماعها منه تفاصيل ما حدث، لم تنشغل سوى بزيت المحركّات المفقود ولم تعر اهتماما للباقي، وقرّروا البحث عن "جيريمي".. ومن سجل بيانات العمال المدرجة عندنا في المحطّة تسلّمت الشرطة عنوان منزل "جيريمي"، وتوجّهوا إليه.. لكن..

لن تصدّقوا أبدا ماذا وجدوا..

كان العنوان يشير إلى قطعة أرض خالية.. ليس فوقها بناية، أو بالأحرى لم يعد فوقها بناية، لأنّه في الماضي كان عليها منزلا أُحرق سنة 1993 وبما أنّ تلك البلدة كانت صغيرة نوعا، فالجميع تقريبا - ومنهم أنا كان يتذكّر ذلك الحريق المأساوي.. عائلة من أربعة أنفار كانت تقطنه.. وحولها كانت تحوم إشاعة مفادها أنّ تلك العائلة قامت بالتخلّي على أحد أبنائها كان يعرف بأنّه قليل الكلام، له تصرّفات غريبة، وضحكة مميّزة.. بالتأكيد لا يمكنني القطع بصحّة ما يقال، لكن ما هو أكيد هو أنّ التحقيقات آنذاك أثبتت أنّ الحريق كان عملا إجراميا، وأنّ المجرم بعد أنّ صبّ الزيت في كلّ ركن من أركان المنزل وهم نيام، ألقى فيها قارورة مولوتوف، فأدّى ذلك إلى حرق المنزل بمن فيه.. ورغم أنّ الشرطة لم تقبض على الجاني إلاّ أنّ الشكوك كلّها كانت موجّهة إلى ذلك الابن الذي لم يُعثر عليه أبدا منذ تلك الحادثة.

بعد أن اتّصل بي "مستر رونالد" ليقطع عني النوم الذي كنت بحاجة ماسة له، وأخبرني بكلّ هذه المعلومات، طلب منّي القدوم إلى المحطّة فرفضت بشدّة، وحاول إقناعي بأنّ الشرطة موجودة معه في المحطّة، وأنّّ مكتب التحقيقات الفيدراليّة F.B.I موجودة أيضا في المدينة ويظنّ أنّ وجودها مرتبط بما يحدث وأنّهم سيتحدّثون معي لا محالة..

كانت الساعة حينها تشير إلى 07:15.. فكّرت في نسيان كلّ ما سمعته والعودة إلى النوم، لكنّني كنت متأكّدا من أنّني لن أستطيع فعل ذلك، لذلك قرّرت الذهاب إلى المحطّة.

عندما وصلت إلى هناك وجدت في استقبالي أربعة من رجال مكتب التحقيقات الفيدراليّة يلبسون بذلات سوداء.. رحبّوا بي.. وطلبوا منّي الجلوس.. ثمّ أمطروني بوابل من الأسئلة.. أعادوا طرح كلّ سؤال منها على الأقلّ ثلاث أو أربع مرّات.. حتّى تأكّدوا من حصولهم على كلّ المعلومات التي جاؤوا من أجلها.. وبعد الانتهاء من هذا التحقيق قام أحدهم ووضع أمامي عدّة أوراق وهو يهمس :
- ها هي أدلّة أخرى تقع بين أيدينا الآن!.

وطلب منّي أن أوقّع عليها.. وبالنظر في محتواها علمت أنّها بمثابة تعهّد منّي بالتكتّم التّام وعدم التحدّث مع أيّ كان في هذا الموضوع، لذلك فأنا لا أستطيع أن أعطيكم تفاصيلا أكثر من هذه.. فأنا أشعر أنّني قد أكون مخالفا للقانون لمجرّد أنّني أخبركم بهذا.

أنا الآن في منزلي، والكلمات التي قالها أحد رجال مكتب التحقيقات الفيدراليّة وهو يضع الأوراق أمامي لأوقّعها، مازالت ترنّ في أذني وأظنّها ستبقى راسخة فيها إلى الأبد.. لكنّ الأفضل أن أنسى أو أن أتناسى كلّ هذا ولو لبعض الوقت.. فلديّ ما أقوم به.. يجب أن أشتري بعض مستلزمات البيت.. ثمّ أذهب إلى العمل لجلب الأشرطة الثلاثة التي كلّفني "مستر رونالد" بمشاهدتها، فهو يظنّ أنّ العامل الجديد الذي عُيّن مؤخّرا في المحطّة والذي سأسميه "جيريمي" يقوم بسرقة زيت المحرّكات منها، وهذه الأشرطة هي التي ستثبت تورّطه.. صحيح أنّه لديّ أمور أخرى أهمّ من إضاعة الوقت في مشاهدة الشرائط، لكنّ هذا الوقت سيحتسب كساعات إضافيّة لي، وهذا المال الإضافي الذي سأحصل عليه، سيمكّنني من كسر حاجز الروتين الذي أعيشه، وربما ستكون إجازتي هذه السنة مختلفة عن سابقاتها، فكلّما كان المال أوفر كان طعم الإجازة أفضل.
انتهى


عزيزي القارئ، اترك تعليقا في الأسفل وشاركنا برأيك


هناك تعليق واحد: