ما وراء الطبيعة

[ما وراء الطبيعة][twocolumns]

قصص رعب

[قصص رعب][twocolumns]

خرافات وأساطير

[خرافات وأساطير][twocolumns]

قصص رعب قصيرة

[قصص رعب قصيرة][twocolumns]

تجارب علميّة مخيفة / مرعبة / غريبة

[تجارب علميّة مخيفة][twocolumns]

المكتبة

[المكتبة][twocolumns]

آخر المواضيع

يمنع نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه

رسائل إيزابيل - ما وراء الطبيعة


رسائل إيزابيل - بوابة الرعب
ما وراء الطبيعة 

رسائل إيزابيل

مرّت عشر سنوات منذ أن فقدت "آن ماري ليونات" ابنتها "إيزابال"، ابنتها الوحيدة التي تُوفيّت بسبب مرض اللّوكيميا في سنّ تناهز السّادسة عشر. مرّت سنوات مليئة بالحزن والأسى والثّورة والشّكّ ولم تفلح المرأة الشقيّة في إيجاد حلّ يبعث في نفسها بعض الهدوء ويخمد ولو قليلا من الحزن الذي كاد يفتك بها.

لقد كانت "آن ماري" تزور باستمرار غرفة ابنتها وتظلّ لساعات طويلة تتأمّلها، وتلامس ألعابها المفضّلة وأغراضها الخاصّة، وكأنّها تستمدّ منهم بعض السّلوى.

وقد صرّحت ذات يوم قائلة :
- عندما رحلت "إيزابال" عشت أوّلا فترة توهان وكأنّي لا أعيش في هذا العالم. لقد تعطّلت مداركي الحسّيّة والعقليّة. ولكن عندما استرجعت الإدراك أحسست بشعور فضيع، وأدركت حينها أنّ ابنتي حقّا رحلت ولن تعود أبدا. حقّا لقد كان اليأس يحطّم فؤادي وأخذت الثّورة على الوجود تدفع بي نحو الجنون. لقد تواصل هذا الشّقاء لفترة طويلة جدّا كان فيها الألم مضن، فأن تفقد ابنتك الوحيدة في سنّ السّادسة عشر هذا أمر وحشيّ.

بالرغم من هذه المعاناة إلاّ أنّه سيحدث شيء يخفّف من ألم السيّدة ويهوّن عليها قليلا، شيء خارق للعادة. انطلقت القصّة عندما أعارتها صديقتها كتابا لطالما حدّثتها عنه. هذا الكتاب زرع في "آن ماري" الأمل في ملاقاة ابنتها من جديد.

- أعتقد أنّ الكثير من هذه الكتب سمحوا لها فهم ما يجول بداخلها نظرا للعلاقة الوطيدة التي كانت تربطها بابنتها.
هكذا علّق الدّكتور "مادلان" رئيس قسم طبّ الأطفال الذي باشر حالة "إيزابال".

لم تكن "آن ماري" تهتمّ مطلقا بالخوارق ولكن أصدقاؤها كانوا دائما يحدّثونها عن وسيطة روحانيّة مشهورة جدّا في تلك الفترة والتي تدعى "آلان برويا" وبخصوصها تقول السيّد "ليونات" :
- قابلت العديد من الأشخاص الذين يتحدّثون عنها بإطناب فأصبح الأمر غريبا وقرّرت حينها الذّهاب لرؤيتها.

"آلان" مشهورة جدّا ورغم ذلك فهي تعيش حياة بسيطة جدّا لأنّها تنفق كلّ ما تكسبه على الأيتام. عندما دخلت السيّدة "آن ماري" جلست قرب الطّاولة التي تتوسّط الغرفة وجلست قبالتها "آلان" التي نظرت في عينيها مليّا ثمّ قالت لها:
- لقد فقدت شخصا عزيزا جدّا، وأنت تمرّين بفترة قاسية، ولكن لا تيأسي... فابنتك تحاول التّواصل معك... ولتتأكّدي من ذلك، فستأتيك علامة منها. انتبهي للإطار الموضوع فوق الطّاولة المجاورة لفراش "إيزابيل"، والذي وضعت فيه صورتها، عندما يسقط، فهذه علامة حضورها.



خرجت "آن ماري" والشّكوك تراودها وعقلها لم يستطع تقبّل ما قالته العجوز.. عادت إلى البيت، ودخلت غرفة ابنتها، وجلست كعادتها تتأمّل لفترة طويلة... وفجأة حدث ما غيّر في المرأة كلّ الأفكار السّابقة والتّحاليل العقلانيّة، لقد سقط الإطار كما أعلمتها "آلان" تماما.. لم تصدّق المرأة ما شاهدته بأمّ عينيها، وذهبت للقول بأنّ تيّار الهواء، هو الذي تسبّب في ذلك، ثمّ قرّرت زيارة الوسيطة مرّة أخرى.

خلال الزّيارة الثّانية، أعلمت العجوز السيّدة "آن ماري" أنّ هناك علامة أخرى ستؤكّد حضور "إيزابيل"، وتقطع طريق الشكّ إلى ذهنها، وطلبت منها ترك الكرسيّ الخاصّ ببيانو ابنتها دون تنظيف، حتّى تتكدّس فوقه حبّات الغبار... وعندما تلاحظ اختفاء الأوساخ من على الكرسيّ، حينها ستتأكّد من حضور "إيزابيل".

طبّقت المرأة كلام العجوز حرفيّا، وأخذت تلاحظ تكاثف الغبار يوما بعد يوم، وذات يوم عندما دخلت الغرفة لتتفقدّها، وجدت الكرسيّ نظيفا لا يحمل أيّ أثر للغبار.. صدمت المرأة ممّا شاهدت، ولكن سرعان ما تذكّرت قول الوسيطة حيث طلبت منها الجلوس إلى المكتب ليلا وأخذ ورقة وقلم، وأكّدت على أن تمسك القلم برفق حتّى يبقى في حركة حرّة، وستلاحظ أنّ القلم يخطّ كلمات ثمّ أسطر، وهذه رسائل من "إيزابيل" التي تتواصل معها.

اندفعت "آن ماري" مباشرة نحو المكتب وطبّقت ما أملته عليها العجوز ولكنّ القلم لم يتحرّك. واظبت المرأة على ذلك ليال عديدة وهي تنتظر رسالة من ابنتها بكل لهفة وشوق. تواصلت المحاولات عدّة أسابيع دون أن تخبر أصدقاءها بذلك وأخيرا ذات ليلة بينما كانت المرأة كعادتها تحاول التّواصل مع ابنتها إذ بالقلم يتحرّك. نعم تحرّك القلم ليخطّ لخبطات غير مفهومة ولكن تبقى هذه الخطوة أهمّ حدث زرع الأمل عند السيّدة "آن ماري" التي علّقت على ما حدث قائلة :
- لم أتجرّأ على إعلام أصدقائي بما حصل لأنّي خشيت أن يكون اللاّوعي الكامن بداخلي هو الذي حرّك القلم أو ربّما رغبتي الجامحة في التّواصل مع "إيزابال" جعلني أتصرّف دون إدراك. قرّرت استشارة أخصّائيّ نفسانيّ لأنّي خشيت أن أكون قد أصبت بالجنون.

وقد صرّحت الطّبيبة النفسانيّة "كيارامالو" بخصوص حالة السيّدة "ليونات" موضّحة :
- السيّدة "آن ماري" ليست مجنونة إطلاقا ولم ألحظ في خطابها ما يدعو للشكّ. ربّما أثّرت فيها الآلام كثيرا ولكن لم يبلغ هذا التأثير حدّ الجنون أو التصرّف الخارج عن العاديّ والطّبيعيّ. لقد كانت تشكّ في كون تلك اللّخبطات نتاج اللاّوعي الذي تجسّد في تلك التّعبيرات الغير واضحة. إنّها لم تتقبّل أن يكون ذلك آت من طرف خارجيّ. إنّها لم تشعر أو لم تصدّق حضور ابنتها. 

بمرور الزّمن وبعد مضي عامين من الريبة اقتنعت المرأة أنّ الكتابات التي أصبحت أكثر وضوحا ودقّة هي رسائل من "إيزابيل" حيث أنّ الكلمات الغامضة والمشوّشة التي كانت تخطّها في البداية أصبحت جملا تامّة المعنى والوضوح. تطوّرت الرسائل ولم تعد موجّهة فقط لـ"آن ماري" وإنّما أصبحت تحمل بعدا فلسفيا وروحانيّا ممّا دفع المرأة لتأليف كتاب تتحدّث فيه عن تجربتها مع موت ابنتها وأدرجت فيه الرّسائل التي أرسلتها لها الفقيدة.

عندما تعرّف "جون بول سارمنت" على الكتاب وقرأه اضطرب كثيرا، لأنّه فَقَدَ هو أيضا شخصا عزيزا، رفيقته "باسكال" التي توفّيت في سنّ الثّامنة والعشرين فقرّر التّواصل مع "آن ماري" ومقابلتها وقد قال في هذا الصّدد :
- عندما وصلت عندها كلّمتني عن "إيزابيل" التي أعرفها قليلا من خلال الكتاب ثمّ رأيتها تقف وتتوجّه نحو الطّاولة ثمّ انطلقت تخطّ شيئا ما. حقّا إنّه أمر رائع أن تشاهد شخصا يتواصل مع عالم غيبيّ، عالم فوق العالم الذي نعيش فيه. لقد كانت يدها تمرّ على الورقة بسرعة فائقة وفجأة توقّفت على الكتابة وأرتني ما سجّلت وأعلمتني أنّها رسالة من ابنتها.

لم يقتنع "جون بول" تماما بما خاضه من تجربة أولى في بيت "آن ماري" وقرّر اثر ذلك اختبارها حتّى يطمئنّ قلبه فاتّصل بها وأعلمها أنّ علبة الموسيقى التي يملكها قد اشتغلت اليوم بمفردها وأنّه يريد أن يسال "إيزابيل" إن كانت من قام بذلك.

من الغد تلقّت المرأة رسالة من ابنتها تقول فيها مجيبة "جون بول" :
- لا تقلق بخصوص علبة الموسيقى، إنّنا نحن من يشغّلها وقريبا ستفهم كلّ شيء.

استغرب الرّجل من الردّ الذي وصله ومن إصرار "إيزابيل" على أنّه سيفهم كلّ شيء، في حين أنّ الموضوع كان مختلقا وليس حقيقيّا.

بعد ثلاثة أيّام، حصل شيء غريب لـ "جون بول". ففي الوقت الذي كان يعدّ عشاء الكلب الذي يرافقه شعر بإحساس غريب لم يستطع شرحه وفجأة أخذت علبة الموسيقى تعمل بمفردها دون أن يشغّلها أحد. أصيب الرّجل بذهول كبير وظلّ لعدّة أسابيع يحاول فهم ما حدث إلى أن سلّم في النّهاية بأنّ حقّا "آن ماري" تستقبل رسائل من ابنتها وأنّ "إيزابيل" ترافق "باسكال" في العالم الفوقيّ.

في الأثناء ألّفت المرأة كتابا ثان وذاع سيطه، وأصبح العديد يراسلها ويطرح العديد من الأسئلة التي تقوم "إيزابيل" بالإجابة عنها.

هل حقّا "إيزابيل" هي التي ترسل هذه الرّسائل من عالمها الفوقيّ؟

يبقى السّؤال غامضا يحفّه التّشويق والغرابة في آن واحد ولكن من الذي يمكنه تأكيد أو تفنيد ذلك بصفة قطعيّة؟

عزيزي القارئ، اترك تعليقا في الأسفل وشاركنا برأيك


ليست هناك تعليقات: