ما وراء الطبيعة

[ما وراء الطبيعة][twocolumns]

قصص رعب

[قصص رعب][twocolumns]

خرافات وأساطير

[خرافات وأساطير][twocolumns]

قصص رعب قصيرة

[قصص رعب قصيرة][twocolumns]

تجارب علميّة مخيفة / مرعبة / غريبة

[تجارب علميّة مخيفة][twocolumns]

المكتبة

[المكتبة][twocolumns]

آخر المواضيع

يمنع نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه

الجارة سارة - قصص رعب قصيرة



الجارة سارة - قصص رعب قصيرة - بوابة الرعب
قصص رعب قصيرة 

الجارة سارة 

في عمارة من عمارات لندن وفي إحدى شقق الطابق الخامس، كانت "إليزابيت" في غرفة الصالون متكئة على أريكة تشاهد التلفاز.. وهذا ديدنها منذ أن تزوجت، فزوجها الذي يقضي أغلب أيامه مسافرا، جعل من التلفاز أنيسها الوحيد، فهي تظلّ تشاهده إلى العاشرة مساء موعد نومها.. وتفتحه في الغد بمجرّد دخولها للبيت بعد عودتها من عملها في المساء.. وبعد أن تستحم وتأكل أكلة خفيفة تتكأ على الأريكة تشاهد ما يُعرض على شاشته..

لم تشعر "إليزابيت" منذ أن استقرت بهذه الشقة الجديدة، بفرق كبير بين شقتها الصغيرة التي كانت تسكن فيها، وبين هذه التي اشترتها منذ أيام.. فالإحساس بالوحدة أغلب الوقت، يولّد ألما نحسّ به سواء كنّا نعيش داخل قصر أو داخل كوخ.

كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة والنصف حينما رنّ جرس الباب.. فانتفضت "إليزابيت" من مكانها، فهي لم تتعوّد بعدُ على صوت جرس باب بيتها الجديد، كما أنّها لم تكن تنتظر أحدا في هذه الساعة من الليل.. واتّجهت نحو الباب وهي تسأل :
- من بالباب؟..

- افتحي أرجوك أنا جارتك "سارة".

فتحت "إليزابيت" الباب لتجد أمامها امرأة في العقد الرابع من عمرها، لم يستطع التعب الواضح على وجهها أن يمحوَ لمسة الجمال التي تتمتّع بها.. طلبت منها الدخول، فدخلت تجرّ رجليها وهي تقول بصوت حزين :

- أرجوك سيدتي.. هل تسمحين لي بقضاء هذه الليلة هنا.. لقد هربت من شقتي لأنّ زوجي كان يضربني.. ولقد اتصلت بأهلي فأخبروني بأنّهم سيأتون في الصباح الباكر لأذهب معهم.. أرجوك سيدتي.. أرجوك.

أحسّت "إليزابيت" ببعض القلق، لكن رأفة بحالها وافقت وطلبت منها أن تجلس على الأريكة ريثما تحضر لها كأسا من الشاي الدافئ.. وبعد دقائق عادت من المطبخ تحمل الشاي لتجد "سارة" تغطّ في نوم عميق.. فأتت بلحاف وغطّتها به ودخلت غرفتها لتنام.

في الصباح الباكر استفاقت كعادتها، لكنّها لم تجد "سارة" على الأريكة بل وجدت مكانها اللّحاف مطويّ..

- أظنّها استفاقت وغادرت لمقابلة أهلها، مسكينة "سارة" هذه. 

همست "إليزابيت" بهذه الكلمات وهي تستعد للخروج من البيت نحو عملها.

في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء رنّ جرس الباب، نفس مشهد ليلة البارحة يعاد.. "سارة" على الباب بوجه تظهر عليه بعض الكدمات هذه المرّة، تطلب من "إليزابيت" قضاء الليلة في بيتها.. وافقت هذه الأخيرة ولكنّها لم توفّق في معرفة الجديد فيما يخصّ هذه المرأة.. لأنّها ما إن دخلت البيت حتى اتجهت نحو الأريكة واستلقت عليها وأغمضت عينيها ونامت. 

تكرّر هذا المشهد كامل أيام الأسبوع، تأتي "سارة" في الليل تطلب من "إليزابيت" السماح لها بقضاء الليلة في شقتها، وتنام في لحظتها دون أن تتحدّث وتعطي تفسيرا لتصرّفاتها الغريبة وعند الصباح تختفي تاركة اللّحاف مطوي فوق الأريكة.

لم تستطع "إليزابيت" أن تصبر أكثر من هذا، لذلك ذهبت إلى قسم الشرطة وأخبرتهم بكلّ ما حدث لها..

كان الشرطي "ماكس" يستمع لكلامها باهتمام كبير.. لكنّه لم يستطع إخفاء دهشته ممّا يسمع.. صحيح أنّه تسلّم عمله في هذا الحيّ منذ شهرين فقط، إلاّ أنّه يعرف تلك العمارة جيّدا ويعرف سكاّنها، ولا يذكر أنّ هناك من بينهم من تدعى "سارة" .. وحتّى أوصافها لا تشبه أيّ امرأة أخرى من نساء العمارة.. ولكي يقطع الشكّ باليقين قام من مكتبه ليسأل زملائه الأقدم منه.

بعد دقائق عاد "ماكس" إلى مكتبه بوجه غير الذي خرج به، واتّجه مباشرة إلى الخزانة حيث الملّفات المصفوفة، وأخرج من بينها ملفّا، وفتحه وأخرج منه صورة ووضعها أمام "إليزابيت" وهو يسألها :
- هل تعرفين هذه المرأة، سيدتي؟

لم تفكر كثيرا عندما رأت الصورة بل أجابت بصوت عال مرتعش :
- إنّها "سارة" ، أقسم أنّها هي..

جلس الشرطي على الكرسي الذي أمامها وقال :
- اسمعيني جيّدا سيدتي، لقد علمت من زملائي منذ قليل أنّه كان لـ"سارة" زوجا مريضا نفسيّا يتلذّذ بضربها وتعذيبها، وكانت كلّما تمكّنت من الهروب منه تلجأ لجارتها التي كانت تسكن في شقتك الحاليّة قبل أن تشتريها.. لكن كلّ شيء قد انتهى في مثل هذه الأيام من السنة الماضية..فقد..

قاطعته "إليزابيت" قائلة :
- معذرة على المقاطعة، لكنّني لا أرى أن الأمر قد انتهى حقّا.. فهي إلى البارحة لازلت تشتكي من زوجها الذي يضربها..وهي..

توقّفت عن الكلام ونظرت إلى الشرطيّ ماكس وهي ترتعش، ثمّ استطردت قائلة :
- أرجوك سيّدي لا تقل لي بأنّ "سارة" قتلت زوجها وهربت.. وأنّكم إلى الآن تبحثون عنها..

ثمّ توقفت قليلا ووضعت رأسها بين كفّيها وهي تغمغم :
- أسبوع كامل وهي تكذب عليّ كي أسمح لها بالنوم في بيتي!.. أنا ومجرمة وحدنا تحت سقف واحد!..وأنا..

قاطعها الشرطيّ هذه المرّة وهو يقول :
- لا سيّدتي، "سارة" لم تقتل زوجها ولسنا نفتّش عنها لأنّنا ببساطة شديدة نعرف مكانها جيّدا.. إنّها..إنّها في المقبرة التي دُفنت فيها بعد أن قام زوجها بقتلها السنة الماضية!.

عزيزي القارئ، اترك تعليقا في الأسفل وشاركنا برأيك


هناك 3 تعليقات: