ما وراء الطبيعة

[ما وراء الطبيعة][twocolumns]

قصص رعب

[قصص رعب][twocolumns]

خرافات وأساطير

[خرافات وأساطير][twocolumns]

قصص رعب قصيرة

[قصص رعب قصيرة][twocolumns]

تجارب علميّة مخيفة / مرعبة / غريبة

[تجارب علميّة مخيفة][twocolumns]

المكتبة

[المكتبة][twocolumns]

آخر المواضيع

يمنع نقل محتوى هذا الموقع إلى مواقع أخرى ولو بذكر المصدر

لتتمكّن من مشاهدة أقسام الموقع عليك بالنقر على (الصفحة الرئيسة) أعلاه

أسطورة أفافا إينوفا - يا أبي إينوفا - خرافات وأساطير


أسطورة أفافا إينوفا - يا أبي إينوفا - خرافات وأساطير - بوابة الرعب
خرافات وأساطير 

أسطورة أفافا إينوفا - يا أبي إينوفا 

هامّ جدّا: لهذه الأسطورة البربريّة/الأمازيغيّة عدّة نسخ مختلفة اخترنا منها واحدة.

قبل مئات السنين، أصاب الجفاف والقحط قرية من القرى الأمازيغيّة الجزائريّة، ولم تنزل الأمطار فيها لمدّة طويلة.. وأصبح الأمر خطيرا جدّا بالنسبة لسكانها، فالأنهار التي يشربون منها وتشرب منها دوابهم جفّت أغلبها، وهزلت ماشيتهم بسبب نقص الطعام ولم تعد تدرّ لهم الحليب الذي هو أساس طعامهم.. حتّى محاصيلهم الزراعيّة أوشكت على الهلاك.. لهذا قام كبيرهم بجمع كلّ رجال القرية وذكّرهم بخطورة ما هم فيه، وبأنّهم مجبرون على إيجاد حلّ في أقرب وقت، لأنّ البقاء على هذه الحالة سيؤدي إلى موتهم جميعا عطشا وجوعا. 

قال كبيرهم :
- قد يكون من بيننا الآن أو من باقي سكان القرية من ارتكب إثما عظيما، فكان سببا في غضب الله علينا ومنعنا من الأمطار.. أو ربما تعرّض أحد سكان قريتنا إلى مظلمة ولم نأخذ حقّه من الظالم فعوقبنا لعدم إقامة العدل بيننا.. لا أدري بالضبط.. ولكن ما أعلمه يقينا، هو أنّنا يجب أن نعرف الحقيقة حتّى نخرج من هذه الأزمة وننقذ قريتنا من الهلاك المحتوم..

سكت برهة ثمّ أضاف بحماس :
يجب أن نقول الصراحة من أجلنا جميعا، من قام بالمعصية أو المظلمة فليتكلّم.. ومن شاهد من يقوم بها فليتكلّم، ومن سمع كلاما يدور حول ما قلناه فليتكلّم؟ لا يجب أن نبقى صامتين. فليس من العدل أن نموت جميعا بسبب ذنب أو مظلمة لم يقترفها سوى فرد واحد.

تبادل الجميع النظرات، وخيّم الصمت على المكان وساد السكون.. وفهم كبيرهم أنّ الأمر لن يجدي نفعا ولن يتكلّم أحد ولو انتظر سنة كاملة، فعدّل من جلسته وقال :
- إذا.. ليس لدينا ما نفعله سوى ما كان يفعله أجدادنا من قبل كلّما وقفوا عاجزين أمام مسألة معقّدة واجهتم.
ونظر إلى أحد الحاضرين وقال له :
- ستأتي بكبش إلى مكاننا هذا ثمّ تذبحه قربانا لله، وستقوم بتقطيع لحمه على عدد عائلات قريتنا، وبعد أن تتركه يجفّ ساعة أو ساعتين، قم بتوزيعه على بيوت القرية عسى الله أن يتقبّل منّا ويخرجنا من المصيبة التي نحن فيها.

ظهر الرضا على وجوه الحاضرين واستبشروا خيرا بكلام كبيرهم، وعادوا إلى أعمالهم وبيوتهم.. وعند العصر جاء المكلّف بذبح الكبش إلى كبيرهم وأخبره أنّه فعل كلّ ما طلبه منه، ولكنّه عندما عاد لأخذ قطع اللّحم بعد أن تركها تجفّ، وجد أن هناك قطعة قد اختفت، فاندهش كبيرهم وغضب غضبا شديدا وأمرهم بالاجتماع مرّة أخرى..

قال كبيرهم بصوت عال :
- أ وصلنا إلى هذه الدرجة من الدناءة؟ أ يسرق لحم قربان كنّا نرجو الله أن يتقبّله منّا ليخرجنا من الهمّ والكرب الذي نحن فيه؟ من الحقير الذي فعل هذا؟ من الحقير الذي سيجعلنا مسخرة بين القرى؟ من؟!..

طأطأ الجميع رؤوسهم ولم ينبس أحدهم ببنت شفة.. حينها أمرهم كبيرهم بالتوجّه نحو الغابة، وعندما وصلوا رفع يده وبدأ يدعو الله أن يظهر الحقّ وتبتلع الأرض السارق، وما إن ضرب بالعصا التي كانت في يده الأرض حتى ابتلعت الأرض نصف جسد أحد الحاضرين يدعى "إينوفا".. فعمّت الدهشة على الباقين.. دُهشوا لما فعلته الأرض، ودُهشوا لمعرفة السارق.. وكان أكثرهم دهشة ولديه اللّذان آلمهما ما رآياه..

عاد الجميع إلى القرية وتركوه على حالته تلك، يبكي ويستنجد بهم، ولم يبقى معه سوى ابنيه اللّذين لم يستطيعا إخراجه من الأرض، ولم يقدرا على تركه في الغابة وهما يعرفان أنّ الوحش سيفتك به لا محالة، وقرّرا بعد تفكير عميق أن يبنيا كوخا فوق المكان الذي فيه الأب بحيث يكون الباب قريب منه فيستطيع فتحه وغلقه كلّما دعت الحاجّة.. وبهذا يكون والدهما محميّ من حرارة الشمس، ومحميّ من المطر التي لم تنزل بعد، والأهمّ من كلّ هذا، أنّه سيكون محميّ من الوحش الذي رغم كلّ ما قيل ويقال عنه من وحشيّة وقوّة، إلاّ أنّه لا يستطيع فتح الأبواب وغلقها.. وقبل أن يودّعا والديهما وعداه بأنّ أختهما "غريبا" ستمرّ عليه كلّ يوم لتأتي له بالطعام والشراب.

كانت "غريبا" كلّ صباح تذهب إلى كوخ والدها فتطرق الباب فيسألها والدها:
- من الطارق؟
فتجيبه بصوت رقيق :
- أنا ابنتك "غريبا"، افتح يا أبي "إينوفا".
فيطلب منها أبوها أن تقترب من الباب لتسمعه صوت خشخشة عقدها ليتأكد من صدق كلامها، فتقترب ابنته وتقوم برجّ عقدها عدّة مرات، حينها يفتح الباب ويتسلّم منها الأكل والشرب ويطلب منها أن تغادر بسرعة وأن تكون حذرة حتّى لا تقع فريسة في يد الوحش.

في إحدى المرّات كان الوحش قريبا من مكان الكوخ ورأى "غريبا" تطرق الباب وسمع سؤال أبيها وإجابتها ولأنّه كان شبعانا في تلك اللحظة، لم يهاجم الكوخ والفتاة وعزم على العودة في الغد ليأكل من في الكوخ.. وفي الصباح الباكر قبيل مجيء "غريبا"، كان الوحش أمام الباب ولمّا طرقه سأله الأب :
- من أنت؟
فأجابه الوحش بصوت خشن مخيف :
- أنا ابنتك "غريبا"، افتح يا أبي "إينوفا".
وبالطبع عرف الأب أنّ الصوت لم يكن صوت ابنته بل كان صوت الوحش، لذلك طرده وأمره بالابتعاد عنه.. وبعد وقت قصير كانت ابنته أمامه تسلّمه أكله وشربه، فأخبرها بأمر الوحش وبالغ في تحذيرها منه.. في تلك الأثناء كان الوحش أمام غار يقطنه حكيم ذهب إليه ليطلب منه الطريقة المثلى كي يصبح له صوتا رقيقا كالفتيات، ويتعلّم منه كيفيّة صنع قلادة.. فأمره الحكيم بأن يأكل العسل ويترك بعضا منه في فمه وحلقه وينام في العراء حتّى يجتمع النمل على العسل ويدخل حلقه فيأكل كلّ الشوائب التي تجعل من صوته خشنا.. وعلّمه كيفية صنع قلادة من الصدف.

طبّق الوحش كلام الحكيم بحذافيره وعندما استيقظ توجّه مباشرة نحو الكوخ، طرق الباب وعندما سأله الأب من الطارق؟، أجابه بصوت رقيق تلك الجملة المعهودة :  أنا ابنتك "غريبا"، افتح يا أبي "إينوفا"، فطلب منه سماع خشخشة القلادة فأسمعه، عندها اطمأنّ الأب وفتح الباب ويا ليته لم يفعل..

وصلت "غريبا" إلى مكان الكوخ ولمّا رأت بابه مفتوحا، علمت أن مكروها ما أصاب أباها، لكنّها لم تهرب وخيّرت الاقتراب منه رغم كراهة رائحة الوحش والدم وبشاعة صوت تكسير العظام، وعندما وصلت إلى الباب أغلقته لتسجن الوحش بداخله.. وأسرعت إلى أخويها لتعلمهم بما حدث، ثمّ عادت معهما وبيد كلّ واحد منهم شعلة من النّار قاموا بإلقائها على ذلك الكوخ فاحترق واحترق معه الوحش الذي سبّب لأهل القرية الخوف والرعب لسنين طويلة.. وهكذا ارتفعت مكانة "غريبا" وأخويها عند أهل القرية وأصبحوا أبطالا، بعد أن كانوا بالأمس القريب لا يتجرؤون على رفع رؤوسهم بسبب العار الذي لحقهم بفعلة أبيهم، مع أنّهم لو لم يكونوا بارين به وتركوه وحده في محنته، لما أتيحت لهم فرصة القضاء على ذلك الوحش المخيف.

عزيزي القارئ، اترك تعليقا في الأسفل وشاركنا برأيك


ليست هناك تعليقات: